Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Mon carnet jaune
31 mai 2009

أنا والبحر




صوت البحر يملأ الفضاء وتكسر الأمواج على الشاطئ الرملي الأبيض منذ وصولي أمس ركضت إليه مشتاقة...زرعت قدمي في الرمال ووقفت في عتمة الليل أتأمل هذا البحر الذي كان يستعد للنوم وواعدته على لقاء الغد فودعني وانسحب إلى قلب الظلام تاركا إياي في شوق كبير للغد الموعود.
وجاء اليوم الموعود...جلست على الكرسي أمام هذا الهائج الممتد إلى اللانهاية... كان الماء الرائع الزرقة يداعب رمال الشاطئ الوديعة الساكنة، زرقة السماء تلامس زرقة المياه، الطيف الأزرق كله أمامي في لوحة فريدة ...هدوء لذيذ يطغى على الفكر والعقل والجسم.
دعاني إليه فاستجبت... في الماء كنت سعيدة والأمواج تتقاذفني والرمل يهرب من تحت قدمي فأشعر أنني أجري إلى وسط البحر راكضة... يلاعبني ساخرا مني فيجرني ليأخذني بعيدا بعيدا ربما إلى غير عودة... لا لن أتركه فأقاومه بكل قواي وأضحك وأعود مسرعة إلى حيث كنت وأنا سعيدة. نعم أنا سعيدة، أحب هذا البحر الذي يذكرني بطفولة أصبحت بعيدة بعيدة...
تعبت...تعبت...تركت المياه والرمال، كنت مرهقة، قاومته وتصارعت مع أمواجه المتلاطمة...ضربتني ضحكت ولم أستسلم...كان صراعنا صراع حبيبين التقيا بعد فراق طويل ... توقفت عن اللعب فأنا متعبة...لم أستسلم ولم أخسر ...سأعود غدا لنتصارع من جديد تحت الشمس.
هبط الظلام وما زلت تهدر، تنادي ولكنني سأتركك ...سأنام وأنا واثقة أنك ستستمر في الهدير وسترغي وتزبد دون ملل...
صباح الخير...فتحت عيني وركضت إليك هذا الصباح...من بعيد رأيتك...ناديتني فعرفت أنك بانتظاري. وضعت قدمي في الماء آه...سرت في جسدي رعشة لذيذة، برودة الصباح الساعة العاشرة فقررت البحث عن الدفء...استجمعت قواي وغرقت في مياهك فاحتواني دفئك من جديد، عانقني فغرقت فيه بسعادة بالغة حملتني إلى عوالم أخرى. وبدأت أمواجك تتحداني من جديد فتنبهت من غفوة اللذة التي كنت فيها وبدأت أتصارع معها. ولعبنا لعبتنا المعتادة...تعانقنا وتصارعنا وضحكنا من جديد حتى خارت قواي ...أما أنت فمازلت تهدر وتهدر وتهدر...
اليوم سأغادرك...وداعا أيها البحر ولكنني سأعود...فانتظرني...

Publicité
Publicité
Commentaires
Mon carnet jaune
Publicité
Publicité