Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Mon carnet jaune
31 mai 2009

هو وهي

رفعت رأسي فجأة وإذا بها أمامي، في مخيلتي تذكرت قصتها وكأنني أسمعها للمرة الأولى. لا أعرف ما الذي ذكرني بهذه الصديقة رغم أنني كنت أقرأ كتابا ليست له أي علاقة بما استولى على أفكاري.
أذكرها، كانت تعيش في مدينة كبيرة، مدينة "مائية" كما أحب أن أسمي هذه المدن الساحرة التي تقع على ضفاف البحر. فهذه المدن ليست كغيرها ففيها سحر وغموض يقودان الإنسان إلى عوالم الأساطير الإغريقية القديمة.
في ذلك اليوم...
كان الصباح مشرقا... ما أجملها هذه المدينة تتمطى لتفتح عينيها وتبدأ ارتعاشات الحياة فيها لتوقظ ساكنيها...كان البحر نائما هادئا وكانت النسمات الخفيفة تحرك سطح الماء. ومع أولى خطوط الفجر تبدأ الحركة تدب في الشوارع وتبدأ السيارات ركضها المتواصل رغم أن سائقيها ما زالوا يحاولون طرد بقايا النعاس من أعينهم.
كانت السماء مشرقة والشمس ترجع من رحلتها الليلية التي أبعدتها لتنير من جديد سطح العالم السعيد ببدء يوم جديد.
وقفت أمام المرآة تنظر إلى وجهها، عيناها ما تزالان نائمتان فقد أمضت ليلة طويلة متعبة، تتلوى في سريرها فريسة الكوابيس والأحلام المزعجة. تنظر في المرآة فتتذكر آخر أحداث الليلة الماضية.
كان يحوم حول غرفتها مترددا هل يفتح الباب؟...يدخل؟...يعانقها؟...ينسى ما حصل؟... لا يعرف. كل ما يعرفه أنه يحبها بل يعشقها. عيناها السوداوان الرائعتان، شعرها الطويل الكثيف المتموج، جسمها المتناسق الرشيق...إنه يحبها ولكنه لا يعرف كيف يتجاوز ما حصل. هل يغفر؟ هل ينسى؟ يقف أمام باب الغرفة مطأطئ الرأس مفكرا...يضع يديه في جيب البنطلون ويتأمل السجادة الممدودة على أرض الممر فيقرر الرجوع إلى غرفته...لا يقوى على الحركة...لا لن يعود إلى الغرفة يطرد الفكرة من رأسه، يضع يده على قبضة الباب لكن أصابعه تتجمد..."لا أستطيع...". في الداخل، كانت أحاسيسها كلها متيقظة تكاد تسمعه وهو في حيرته، تشفق عليه، سيقضي الليلة واقفا خلف الباب يتعذب ويعذبها، تتألم وهي جالسة على حافة سريرها تراقب الباب. هل يمكن أن تراه أمامها داخل الغرفة. هل يتخطى حيرته ويعود إليها؟ ... تسمع صوت تردده، صوت أفكاره، وهي أيضا رغم الصمت المطبق على البيت يخيل لها أنها تسمع دقات قلبها كضربات مطرقة تعلو وتعلو حتى تجعلها تلهث..
هكذا رأيتها...وتذكرت أن الباب لم يفتح وأن صديقتي غادرتنا إلى عالم آخر
...

Publicité
Publicité
Commentaires
Mon carnet jaune
Publicité
Publicité